(قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون) سورة المؤمنون،آية 1-2
وقال الرسول صلى الله علية وسلم "ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة وذلك الدهر كله"
وقال صلى الله علية وسلم:"خمس صلوات افترضهن الله تعالى، من احسن وضوءهن وصلاتهن لوقتهن، واتم ركوعهن وخشوعهن كان له عهد على الله ان يغفر له، ومن لم يفعل فليس له عهد على الله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه" ومن الأحاديث الواردة عن رسولنا الكريم صلى الله علية وسلم في الطمأنينة في الصلاة: عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله علية وسلم أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته، قال يا رسول الله، كيف يسرق صلاته؟ قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها.
لا يخفى على مسلم اهمية الصلاة في حياته وهي ام العبادات واول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة. ونظراً لأهمية الصلاة فإن الله تعالى استدعى الرسول الكريم لتبليغه عنها في ليلة الاسراء والمعراج.
وفي خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله حول حادثة الاسراء قال ان الملك اذا اراد ان يخبر الشعب امراً عادياً ارسل لهم رسالة او اعلمهم عن طريق موظفيه وما شابه اما ان كان الامر خطيرا وهاما فإنه يستدعي صاحب العلاقة شخصيا ليخبره بالأمر ولله المثل الأعلى.
فنظراً لأهمية الصلاة استدعى الله تعالى رسوله الكريم صلى الله علية وسلم حتى يبلغه بها. وقد فرضت اولاً خمسين صلاة وكلنا يعلم كيف طلب سيدنا موسى عليه السلام من نبينا الكريم صلى الله علية وسلم ان يطلب من ربه التخفيف فخففت حتى اصبحت خمساً في العدد وخمسين في الأجر وهذه رحمة من الله تعالى بعباده وفضل منه.فله الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.فلنتفكر وبعضنا يستثقل اداء الفرائض الخمس فليتذكر ما فرض اولاً اي الخمسين ويحمد ربه على التخفيف في العدد فقط وليؤدي حق الله في صلاته حتى يفوز برضى الله ورحمته وحتى يكون من أمة النبي الكريم صلى الله علية وسلم،ولا نكون من أمته إلا إذا كنا من أهل القبلة، أي من المصلين.
ولما رأيت من تقصيري في الخشوع في الصلاة وإقامتها بحق أرشدني الله تعالى لكتابة هذه السطور حتى تكون تذكرة لي ولغيري من اخوتي وأخواتي من أبناء هذه الأمة راجية أن تقع في قلوبنا وتعيننا على حسن العبادة وعلى تحري الخشوع في صلواتنا حتى تصبح تامة مقبولة بإذن الله تعالى وفقنا الله جميعا لما فيه خيرنا في الدنيا والآخرة حتى ينطبق علينا
قوله تعالى (قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون) ونحشر يوم القيامة مع المؤمنين الخاشعين اللهم آمين.
وإني أخاف على نفسي وعلى المسلمين عامة في هذا العصر من النفاق وخاصة في الصلاة ولنعلم ان المنافقون على عهد رسول الله صلى الله علية وسلم كانوا يصلون مع المسلمين ولكن صلاتهم كانت نفاقاً بنفاق ونحن لا نريد، والعياذ بالله، أن نكون من المقصودين بقوله تعالى: (إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا، مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلآء ولا إلى هؤلآء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا) (سورة النساء، آية 142-143 ) ولنحرص على أن تكون صلاتنا بعيدة كل البعد عن النفاق ونجعلها عبادة بحق لا عادة يومية فقط، ولنسأل الله تعالى ان يعيننا على الصدق بالقول والعمل وأن نخلص النية بتحري الخشوع وما التوفيق إلا من عند الله العزيز الحكيم. وما هذه السطور إلا بهدف النصح الخالص لوجه الله تعالى فإن أصبت فمن الله عز وجل وإن أخطأت فمن الشيطان ومن نفسي فالله أسأل المغفرة وأسأله أن يعيننا على حسن عبادته وتقواه إنه ولي ذلك والقادر عليه وما توفيقنا إلا بالله العزيز القدير.
كم منا تشغله الحياة الدنيا عن تأدية عباداته حق تأديتها، فترى الواحد منا يقف بين يدي ربه عز وجل وهو يفكر في صفقة لم تتم او ولد غائب او الم في الجسم او دعوة سنلبيها او غذاء عمل او هاتف يرن او خلاف مع احدهم او ينظر في ساعته او يتابع زخارف السقف او السجاد او يصلح هندامه او غيره من مشاغل الدنيا والحياة اليومية هذا مع العلم ان كلاً منا وهو يتحدث مع رئيسه في العمل او وزير او حاكم او حتى يتابع برنامجاً هاماً على التلفزيون ترانا كلنا آذان صاغية وننتقي عباراتنا بتؤدة ونتابع ردة فعل المتلقي لما نقوله ونتحيل الأساليب حتى نسترعي انتباه الشخص المخاطب حتى نترك عنده افضل انطباع عن شخصيتنا. هذا الجهد كله نبذله مع خلق الله ولكن عندما نقف بين يدي خالق الخلق ملك الملوك ترانا ننقر الصلاة كنقر الديك او نردد الآيات لا ندري ماذا قرأنا ولا نعلم أصلينا ثلاث او اربع ركعات، وهل سجدنا مرة او مرتين وهل قرأنا الفاتحة، وهل وهل؟؟
والعيب كله اننا وبكل بساطة لا ندري بين يدي من نقف؟
ولا نستشعر عظمة الخالق الذي نصلي له ونسأله، مع العلم اننا في حالة الضر أو المرض او الحزن ترى الواحد منا مكسور الجناح ذليلاً وهو يسأل ربه ان يشفيه او يرحم ميته او يغفر زلته وقد ينطبق علينا في بعض الأحيان قوله تعالى: (واذا مس الانسان ضر دعانا اليه...) فهلا وقفنا مع انفسنا قليلاً لنستعرض ونستذكر اهمية الصلاة ومعناها الحقيقي حتى تصح صلاتنا ونؤديها بحق لنكون من المقيمي الصلاة فعلاً ونأخذ بها الاجر العظيم لأن ليس للمرء من صلاته إلا ما وعى. كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما: "ليس لك من صلاتك الا ما عقلت منها" فكم لنا من صلاتنا يا ترى؟؟؟
وإقامة الصلاة تعني انه ليس بها اعوجاج من أقام الشيء أي عدله. والخشوع لغة تعني استحضار القلب بالفعل، وفي الصلاة تعني أن نستشعر موقفنا بين يدي الله ونستشعر الآيات التي نتلوها بين يديه ونتفكر فيها وفي كل الأقوال والأفعال التي تتكون منها الصلاة. ولعل من أهم ما يجب التفكر به عند القيام لأداء الصلاة والتي تضمن الخشوع فيها بإذن الله هو التفكر في الموت والتفكر بأن هذه الصلاة التي نحن فيها قد تكونآخر صلاة لنا في حياتنا، فإذا استشعرنا هذا الامر لنتخيل كم سنخشع فيها وكم سنتدبر وكم سندعو ربنا بقلب مطمئن وجل راجين المفغرة والرحمة واللطف بنا.
وقد جاء في وصية الرسول صلى الله علية وسلم لأبي أيوب رضي الله عنه:"إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع" يعني صلاة من يظن أنه لن يصلي غيرها. أعاننا الله تعالى جميعاً لتحري هذا المعنى في كل صلواتنا إنه على كل شيء قدير.
تحدثت كتب السيرة على صاحبها افضل الصلاة والسلام عن صلاة المصطفى صلى الله علية وسلم وكيف كان يطيل القيام حتى تتشقق قدماه بأبي هو وأمي وهو الذي غفر الله له ما تقدم وما تأخر وكان يأبى إلا ان يكون عبداً شكوراً.ولنا في سلفنا الصالح القدوة الحسنة.
قال عبد الله بن مسعود: أصلي وكأنما ملك الموت آت من وراء ظهري والجنة عن يميني وكأن النار عن شمالي وكأن الصراط منصوب تحت قدمي وكأن عرش الرحمن من أمامي فإذا فرغت من الصلاة لم أدري أمقبولة صلاتي ام لا.
وكان زين العابدين بن علي رضي الله عنه يصفر لونه إذا قام للصلاة فلما سئل لماذا؟
قال: أتدرون بين يدي من أقف؟؟؟
وكان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى اذا دخل في الصلاة ترتعد اعضاؤه حتى يميل يمنة ويسرة .
وقال حاتم رحمه الله:" اقوم بالامر، وامشي بالخشية، وادخل بالنية، واكبر بالعظمة، وأقرأ بالترتيل والتفكير، واركع بالخشوع، واسجد بالتواضع، واجلس للتشهد بالتمام، واسلم بالنية، واختمها بالاخلاص لله عز وجل وارجع على نفسي بالخوف أخاف ان لا يقبل مني واحفظه بالجهد الى الموت".
هذه نبذة من صلاة السلف الصالح فأين نحن من هذه القدوة وهل صلاتنا تشبه صلاتهم من قريب او بعيد؟
ام هل أصبحت صلاتنا مجرد عادة اعتدنا القيام بها فلا يتجاوز ما نقرأه فيها الحناجر؟
وهل شغلتنا الحياة الدنيا وما فيها عن حسن العبادة؟
وقد رحمنا الله تعالى بحرف في آية في سورة من القرآن رحمة لا يعلمها إلا هو سبحانه فقد قال عبد الله ابن عباس : الحمد لله الذي أنقذنا بحرف عن حرف، قال فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ولم يقل الذين هم في صلاتهم ساهون فمن منا لا يسهو في صلاته .
فالسهو في الصلاة وارد ولذا علمنا الرسول الكريم كيف نسجد سجود السهو في الصلاة فتذكروا يرحمكم الله هذا المعنى في صلاتكم.
فمن أراد منا ان يكلم الله تعالى فعليه بالصلاة ومن أراد أن يكلمه الله تعالى فعليه بالقرآن. والعظمة في هذه الصلاة أن الذي يؤديها له حرية اختيار موعد لقاء ربه وقد قيل:
حَسبُ نفسي عِزّاً بأَنيّ َعبدُ يحتفيه بلا مواعيدَ رَبُّ
فسبحان الله رب العالمين الذي وسعت رحمته كل شيء، أنا العبد الفقير الذي لا حول لي ولا قوة أحدد واختار متى ألتقي خالق الخلق ملك الملوك رب السموات والارض؟
فيا لعظمة هذا الخالق العظيم ويا لسخف العباد الذين يتطاولون على ربهم بأن لا يقابلوا سائلاً ويمنعوا خلق الله من الوصول اليهم إلا بعد ألف والف جهد ومئات الوسائط والمعارف والمحاولات.
وكم نجتهد لنطلب إذن بمقابلة رئيسنا في العمل أو وزير وهيهات ان يتاح لنا مقابلة الحاكم او ولي الأمر او عالم دين أو حتى أي انسان عادي له بعض المنزلة في عمله ولنفرض جدلاً ان طلب مقابلة أي من الذين تقدموا كانت ممكنة فهل لنا ان نختار نحن متى ينتهي اللقاء أم يكون الموعد محدداً ببضع دقائق فقط ثم يطلب منا الانصراف لأن هذا الشخص او ذاك لديه ارتباطات أخرى فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
لنستعرض معاً الآن مراحل الصلاة ونتمعن في كل منها علنا نعود القلب على حسن الخشوع والتدبر عند أداء الصلوات حتى تكون تامة بإذن الله تعالى .
ولنبدأ بالأذان والدعوة الى الصلاة وتكبيرة الاحرام.
ماذا يعني نداء المؤذن او تكبيرنا نحن بـ (الله اكبر) الله اكبر تعني ان الله تعالى اكبر من اي شيء نفعله، اكبر من رسالة اكتبها او كتاب أقرأه او صفقة أعقدها او تجارة اديرها او برنامج اتابعه او صناعة اقوم بها والله أكبر من كل شيء ومن اي شيء وأكبر من كل قول او فعل وكان أحد الصحابة وكان حداداً يرمي مطرقته من خلف ظهره اذا سمع المؤذن وهو يهم بان يهوي بها على سندانه، فهل نستشعر عظمة هذه الكلمة (الله أكبر) بهذه الكلمة كان الفاتحون المسلمين يفتحون البلاد في شرق الأرض وغربها، والله أكبر دعوة للتفكر بهذا المعنى العظيم وما ينطوي عليه من عظم الله وعظم قدرته ورحمته ومغفرته وعقابه وجلاله.
واذا كانت الآية في سورة الجمعة واضحة بقوله (يا ايها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) وقد أمرنا عز وجل بترك البيع وهو أحب الى النفس من الشراء لأن فيه كسب لنا فقد نشتري ما نحتاجه وما لا نحتاجه اما في البيع فنحن بحاجة له لنكسب رزقنا فإذا كان الامر بترك المهم فمن باب أولى ان نطبقه بما هو أدنى من ذلك من أمور الدنيا ومشاغلها.
ومما يساعدنا في التحضير للصلاة هو الوضوء قبيل دخول وقت الصلاة او بعد الأذان مباشرة حتى نستعد للصلاة. وكما علمنا رسولنا الكريم صلى الله علية وسلم، فعلينا ان نردد خلف المؤذن فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فانه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فانها منزلة في الجنة لا تنبغي الا لعبد من عباد الله وارجو ان اكون انا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة. رواه مسلم وهكذا تبدأ بهذه المكرمة من الله تعالى بأن تحل عليك شفاعة الرسول الكريم صلى الله علية وسلم في موقف نحن بأمس الحاجة لهذه الشفاعة.وبالوضوء ايضاً تخرج الخطايا لقوله صلى الله علية وسلم من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده كما تخرج من تحت أظفاره،رواه مسلم. وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله علية وسلم قال : "ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ
او يسبغ الوضوء ثم قال أشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمداً عبده ورسوله إلا فتحت له ابواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء" رواه مسلم.
فيا لهذا الاجر العظيم ويا لكرم الله تعالى الذي يجازي هذا الجزاء الكريم بمجرد وضوء أحدنا وقبل أن يبدأ حتى بصلاته. ولا ننسى أن الوقت بين الأذان والإقامة من مواطن استجابة الدعاء فلنغتنم هذا الوقت
للدعاء بما شاء الله لنا وللمسلمين عامة عساها تكون ساعة استجابة. وبمجرد ان ننهي تكبيرة الاحرام دخلنا في حضرة الخالق العظيم، ملك الملوك، رب الأرباب ومما يعين على الخشوع النظر في موضع السجود فاذا دخلنا في الصلاة حرم علينا كل شيء، الكلام والحركة والاكل وغيره وكأنما اجتمعت في فريضة الصلاة اركان الاسلام الخمسة. كيف؟ اما الشهادة فنرددها في تكبيرة الاحرام والصلاة هي كل الحركات التي نقوم بها من تكبير وتلاوة وركوع وسجود وتشهد وتسليم والزكاة تتحق ايضا بالصلاة لأن الزكاة ان تعطي من مالك لمستحقيها ونحن عندما نصلي نتصدق بجزء من وقتنا الذي فيه يمكننا ان نكسب رزقنا فهو اذن بطريق غير مباشر زكاة بالوقت والمال. والصوم ايضاً لأننا متى ما دخلنا بالصلاة حرم علينا الطعام والشراب وكل ما يحرم على الصائم ومحجة الانبياء والرسل مذ خلق الله الارض ومن عليها
فهل سبق ان خطرت هذه الامور ببالنا عند صلاتنا يا ترى؟
ونبدأ الصلاة بدعاء الاستفتاح كما ورد عن النبي الكريم صلى الله علية وسلم وادعية الاستفتاح كثيرة منها:
"اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الابيض
من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد" ومنها:" وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا مسلما وما انا من المشركين، ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين وبذلك امرت وانا اول المسلمين" ومنها:"سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك" ولنا ان نعدد من الادعية كلما اعتاد اللسان والقلب على دعاء ما حتى لا يكون ترديد الدعاء عادة وحتى نعي ما نقوله دائما فيبقى القلب حاضرا في الدعاء.
ثم نبدأ بفاتحة الكتاب التي لا تصح الصلاة بدونها ونستشعر عظمة هذه السورة التي قال فيها تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فاذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين قال الله عز وجل: حمدني عبدي،
واذا قال: الرحمن الرحيم قال الله عز وجل: أثنى علي عبدي، واذا قال : مالك يوم الدين، قال عز وجل: مجدني عبدي، وقال مرة فوض الي عبدي، فاذا قال: اياك نعبد واياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلين، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل.
سبحانك اللهم على نعمك ورحمتك بعبادك.. ما أعظم نعم الله علينا نحن أمة الاسلام واتباع سيدنا محمد صلى الله علية وسلم . فكم منا من يذكر هذا الحديث عند قراءة الفاتحة في كل صلاة؟ وكم منا يتلوها وكأنه يخاطب ربه وكأنه يسمع الرد من رب العزة عليه؟ وتذكر كم مرة نقرأ فيها الفاتحة في كل صلاة واستشعر في كل مرة هذا الحديث يبن العبد وربه واستشعر قوله تعالى هذا لعبدي ولعبدي ما سأل. ما أعظم هذه العبادة وما أعظمك ربنا بهذه النعم التي انعمتها علينا!! فلك الحمد كله ولك الشكر كله.
ثم نقرأ ما تيسر لنا مما نحفظه من كتاب الله من آيات بينات ولا نحدد قراءتنا بالسور القصيرة التي نحفظها منذ طفولتنا لأنها اقصر وهكذا تنتهي الصلاة بوقت أسرع، انما نجتهد في حفظ بعض الآيات من القرآن ونخصص وقتاً لحفظها اسبوعيا او يوميا ثم نرددها في الصلاة حتى نتمكن منها جيداً وهكذا لا نعود اللسان على آيات دون أخرى فلا يعود يخشع القلب لأنها تمر على اللسان بسرعة دون ادراك المعاني او التدبر في الآيات فقد كان الرسول صلى الله علية وسلم اذا قرأ ومر بآية رحمة سأل الله تعالى الرحمة وان مر بآية عذاب استغفر الله تعالى واذا مر بآية حمد حمده تعالى وهكذا حتى نعين انفسنا على الخشوع علينا ان نتدبر ما نتلوه من آيات القرآن الكريم فيرق القلب وتخشع الجوارح وتدمع العيون وبهذا يحصل الخشوع ان شاء الله تعالى.
ثم نكبر ونركع، والركوع فيه اقرار بعظمة الخالق الذي نقف بين يديه ودليل خضوعنا له طائعين مختارين لأننا نعلم علم اليقين أنه الله ربنا وخالقنا ولا معبود سواه فنقول سبحان ربي العظيم ثلاثاً ونشعر معها بعظمة الله الذي نسبحه فهو العظيم ليس كمثله شيء والعظيم اسم من أسماء الله الحسنى. وقد كان الرسول صلى الله علية وسلم يدعو في ركوعه ومما كان يدعو به: "اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت أنت ربي خشع لك سمعي وبصري ولحمي وعظمي ودمي وبشري" ولو تدبرنا هذا الدعاء لعلمنا بين يدي من نركع ولاستشعرنا عظمة الخالق الذي نقف بين يديه ونركع له على هذا النحو. ومما كان يقوله صلى الله علية وسلم ايضاً في الركوع: "سبوح قدوس رب الملائكة والروح" والادعية في الركوع والسجود والاستفتاح كثيرة ويمكن الرجوع الى كتب الاذكار للإستزادة منها.
ثم نقوم من الركوع وعندما يقول الامام سمع الله لمن حمد، وهو دعاء يطلب من المولى عز وجل ان يسمع دعاء الحامدين له على نعمه فنردد: ربنا لك الحمد حمدا كثيرا طيبا، مباركا فيه حمدا ملء السموات والارض وما بينهما وملء ما شئت أهل المجد والثناء لا اله إلا انت. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله علية وسلم حدثهم أن عبداً من عباد الله قال: "يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، فعضلت بالملكين فلم يدريا كيف يكتبانها فصعدا الى السماء وقالا: يا ربنا إن عبدك قال مقالة لا ندري كيف نكتبها؟ قال الله عز وجل وهو أعلم بما قال عبده: ماذا قال عبدي؟ قالا: يا رب إنه قال با رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، فقال الله عز وجل لهما: اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه به" فلنقل كما قال العبد: ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. فهل نعي فعلاً معنى الحمد كما ينبغي لجلال وجه الله تعالى وعظمة سلطانه الذي لا يعلم قدره إلا الله تعالى ثم نشعر بأن الله تعالى سيسمع هذا الحمد كله ويثيبنا عليه بهذا القدر او بما يشاء سبحانه فهو الكريم يضاعف لمن يشاء بقدر ما يشاء تقدست أسماؤه وصفاته..
ثم نخر ساجدين لله تعالى طائعين مختارين سجود عبادة وتذلل وتضرع للخالق العظيم، رب الارباب ومسبب الاسباب فنقول سبحان ربي الاعلى ثلاثاً لأنه هو العلي والاعلى في كل شيء وهو الاحد الذي لاينبغي السجود إلا له سبحانه وتعالى علواً كبيرا، وهو الاعلى من الانسان ومنصبه ومن الدنيا وما فيها من مشاغل وملذات وفتن وزينة ومن كل الخلق مهما علا شأنهم ولا أحد أعلى من الله تعالى ربنا ورب كل شيء سبحانه. ولنتذكر في هذا الموقف أنه كلما تذلل العبد لربه كلما كان أقرب له تعالى كما قال صلى الله علية وسلم: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء) وان يضع الانسان اشرف ما خلقه الله فيه وهو وجهه على الارض لهو منتهى العبودية لله وما احلاها من عبودية، فالعبودية للبشر ذل وصغار والعبودية لله رفعة وعزة فسبحان الله العلي العظيم. ولنتذكر كيف أن احدنا يضيق صدره وينزعج ان تحط ذبابة على وجهه او يغطي وجهه بعض الغبار او التراب خلال سفر او عمل فكم يضيق الصدر ان حاول احدهم ان يمس وجهنا وكم هي مهينة ان يضرب المرء على وجهه فيشعر بالعار والذل ومع هذا ترانا نضع جباهنا ووجوهنا على الارض ساجدين لله داعين له طالبين منه المغفرة والرحمة ونستشعر اننا من هذه الارض التي نسجد عايها وما نحن الا من تراب واليه سنعود ونعرف حقيقتنا بعد ان تكون الدنيا ومفاتنها قد اوهمتنا بعظم شأننا وأنستنا اننا ما خلقنا الا من مني يمنى، من ماء دافق، من سلالة من طين... في هذ اللحظة ونحن ساجدين تمر علينا كل هذه الخواطر فنشعر بعظمة الله وضعفنا وبعزة الله وذلنا وبقوة الله وقلة حيلتنا..
وندعو ما شاء الله لنا في هذا الموقف الجليل بين يدي رب العالمين الرحمن الرحيم العلي العظيم والدعاء هو العبادة والعبد مأمور به لقوله تعالى :"وادعوا ربكم تضرعا وخفية" ومما كان يدعو به الرسول الكريم صلى الله علية وسلم: "اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله،واوله وآخره، وعلانيته وسره" وكذلك:"اللهم اغفر لي ما اسررت وما اعلنت " اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك اسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله احسن الخالقين، سبوح قدوس رب الملائكة والروح.
ولا ننسى في ركوعنا وسجودنا اذا كانت بخشوع قوله صلى الله علية وسلم:" إن العبد إذا قام يصلي أتي بذنوبه كلها فوضعت على رأسه وعاتقيه فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه" فلنعمل جاهدين على أن تتساقط عنا كل الذنوب ان شاء الله باطالة وكثرة الركوع والسجود لله رب العالمين في الفرائض والنوافل. وما اجمل ان يتقرب العبد من ربه بالنوافل ويشعر بأنه يقف بين يدي ربه تحيطه رحمة الله تعالى وتحتضنه محبة الله لعباده المتقين.
ومن عجائب السجود ان الدراسات الحديثة اثبتت ان وضع الانسان جبهته على الارض تخفف من الضغط النفسي وفيما يلي آخر المعلومات حول هذا الامر: من عجائب وضع السجود على الجسدإذا كنت تعاني من الإرهاق أو التوتر أو الصداع الدائم أو العصبية، وإذا كنت تخشى من الإصابة بالأورام فعليك بالسجود فهو يخلصك من أمراضك العصبية والنفسية هذا ما توصلت إليه أحدث دراسة علمية أجراها د. محمد ضياء الدين حامد أستاذ العلوم البيولوجية ورئيس قسم تشعيع الأغذية بمركز تكنولوجيا الإشعاع .
معروف أن الإنسان يتعرض لجرعات زائدة من الإشعاع ويعيش في معظم الأحوال وسط مجالات كهرومغناطيسية الأمر الذي يؤثر على الخلايا ويزيد من طاقته ولذلك كما يقول د. ضياء فإن السجود يخلصه من الشحنات الزائدة التي تسبب العديد من الأمراض التخاطب بين الخلايا :-
هو نوع من التفاعل بين الخلايا وهي تساعد الإنسان على الإحساس بالمحيط الخارجي والتفاعل معه وأي زيادة في
الشحنات الكهرومغناطيسية التي يكتسبها الجسم تسبب تشويشاً في لغة الخلايا وتفسد عملها مما يصيب الإنسان بما يعرف بأمراض العصر مثل الشعور بالصداع والتقلصات العضلية والتهابات العنق والتعب والإرهاق إلى جانب النسيان والشرود الذهني ويتفاقم الأمر إذا زادت كمية هذه الموجات دون تفريغها فتسبب أوراماً سرطانية ويمكنها تشويه الأجنة لذلك وجب التخلص من هذه الشحنات وتفريغها خارج الجسم بعيداً عن استخدام الأدوية والمسكنات وآثارها الجانبية الحل ..؟؟؟
لا بد من وصلة أرضية لتفريغ الشحنات الزائدة والمتوالدة بها وذلك عن طريق السجود للواحد الأحد كما امرنا حيث تبدأ عملية التفريغ بوصل الجبهة بالأرض ففي السجود تنتقل الشحنات الموجبة من جسم الإنسان إلى الأرض السالبة الشحنة وبالتالي تتم عملية التفريغ خاصة عند السجود على السبعة الأعضاء ( الجبهة والأنف والكفان والركبتان والقدمان) وبالتالي هناك سهولة في عملية التفريغ تبين من خلال الدراسات أنه لكي تتم عملية التفريغ للشحنات لابد من الاتجاه نحو مكة في السجود وهو ما نفعله في صلاتنا ( القبلة ) لأن مكة هي مركز اليابسة في العالم وأوضحت الدراسات أن الاتجاه إلى مكة في السجود هو أفضل الأوضاع لتفريغ الشحنات بفعل الاتجاه إلى مركز الأرض الأمر الذي يخلص الإنسان من همومه ليشعر بعدها بالراحة النفسية .
وهكذا نرى عظمة السجود لله وما يحتويه من منفعة عامة للجسد والقلب الذي يستشعر بوجوده بين يدي خالقه سبحانه وتعالى وهذه المنفعة هي لنا في الدنيا للجسد وراحة القلب والاطمئنان النفسي (كما كان الرسول صلى الله علية وسلم يقول عندما يحين وقت الصلاة: أرحنا بها يا بلال) ولم يقل ارحنا منها!! وقال صلى الله علية وسلم " جعلت قرة عيني في الصلاة" وهي منفعة لنا في الآخرة لأنها اول ما نسأل عنه يوم القيامة. نسأل االله سبحانه وتعالى ان يتقبل منا جميعاً صلاتنا ودعاءنا وصالح أعمالنا.
وبين السجدتين ندعو كما علمنا رسولنا صلى الله علية وسلم (االهم اغفر لي ثلاثاً) او يقول:
" اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني واهدني وعافني وارزقني" وعند التشهد نبدأ بالتحيات ولنتذكر حينها ان هذه كانت تحية المصطفى صلى الله علية وسلم يوم عرج به الى السماء
(التحيات المباركات والصلوات الطيبات لله) وردت الملائكة: (السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته) ثم قالت: (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين) ثم نصلي على الرسول الكريم محمد صلى الله علية وسلم كما علمنا، فقال: "قولوا اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد" ولنستشعر اننا بهذه الصلاة يصلي الله تعالى علينا عشرا فكما قال الصادق صلى الله علية وسلم من صلى علي صلاة صلى الله به عليها عشرا والصلاة من الله على العباد رحمته فمن منا لا يرجو هذه الرحمة العظيمة؟
ثم ندعو: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، ربنا لا تزغ قلوبنا نعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب) ما أجمل هذا الدعاء الذي هو من القرآن الكريم وما اجمل من هذا الدعاء الذي يأتي في ختام هذه العبادة العظيمة التي كلها رحمة ومغفرة وخضوع لرب الناس وخالقهم سبحانه وتعالى عدد خلقه ورضى نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته. ومن المأثور عن رسولنا صلى الله علية وسلم انه كان لا يسلم قبل أن يستعيذ بالله من اربع: اللهم اني اعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات وشر المسيح الدجال. وقد علم صلى الله علية وسلم سيدنا ابو بكر رضي الله عنه ان يقول:" اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم". ثم يسلم السلام عليكم ورحمة الله يمينا على ملائكة اليمين ويساراً على ملائكة الشمال.
وما أعظمها من نهاية لهذه العبادة التي بدأت بالتكبير وحرمت ما حرم الله وانتهت بالسلام حتى نكون باذن الله من السالمين الغانمين في الدنيا والآخرة.
وبعد التسليم يستحب الدعاء بما شاء المرء منا من خيري الدنيا والآخرة والتسبيح ثلاثا وثلاثين والتحميد ثلاثا ةثلاثين والتهليل اربعا وثلاثين، كما يستحب ان تقرأ آية الكرسي دبر كل صلاة والمعوذات لنتقي بها شياطين الانس والجن.
كما يستحب ان ندعو للمسلمين عامة وندعو لأموات المسلمين ولا ننسى من ان نبدأ الدعاء بحمد الله والصلاة على رسوله صلى الله علية وسلم وننهي الدعاء بالحمد لله والصلاة على رسوله صلى الله علية وسلم.
دفع الموانع التي تصرف عن الخشوع في الصلاة هناك أمور كثيرة تعيننا على تحري الخشوع في الصلاة غير الذي سبق وهي دفع الموانع التي قد تصرفنا عن الخشوع في صلاتنا، وأذكر منها:
إزالة ما يشغل المصلي من مكان الصلاة كالصور والضوضاء وكل ما يشغل البصر والصلاة في الحر الشديد
او البرد الشديد حتى لاينشغل فكر المصلي بهذه الامور.
ان لا يصلي المصلي في ثوب فيه نقوش او رسوم او كتابات .
ان لا يصلي وبحضرته طعام يشتهيه لقوله صلى الله علية وسلم: لا صلاة بحضرة طعام.
ان لا يصلي وهو حاقن للبول او الغائط، لقوله صلى الله علية وسلم: "لا صلاة بحضرة طعام ولا هو يدافعه الاخبثان"
ان لا يصلي وقد غلبه النعاس، لقوله صلى الله علية وسلم:" إذا نعس أحدكم فلينم حتى يعلم ما يقول"
أن لا يصلي خلف المتحدث او النائم لأن المتحدث يلهي بحديثه والنائم قد يبدو منه ما يلهي، لقوله صلى الله علية وسلم:
"لا تصلوا خلف النائم ولا المتحدث"
عدم التشويش بالقراءة على الآخرين، لقوله صلى الله علية وسلم:" ألا إن كلكم مناج ربه، فلا يؤذين بعضكم بعضا
ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة"
ترك الالتفات في الصلاة ويشمل التفات البصر والتفات القلب، لقوله صلى الله علية وسلم في حديث أبي ذر رضي
الله عنه :" لا يزال الله عز وجل مقبلا على العبد وهو في صلاته ما لم يلتفت فإذا التفت انصرف عنه"
عدم رفع البصر الى السماء، لقولهصلى الله علية وسلم :" إذا كان أحدكم في الصلاة فلا يرفع بصره الى السماء
ان يلتمع بصره"
عدم الاختصار في الصلاة، والاختصار هو وضع اليدين على الخصر وكان الرسول صلى الله علية وسلم ينهى عنه.
مجاهدة التثاؤب في الصلاة، لقوله صلى الله علية وسلم :" إذا تثاءب احدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع
فإن الشيطان يدخل"
وختاما أذكر نفسي وإياكم جميعا بتقوى الله عز وجل وبإخلاص النية لله تعالى في كل أمورنا وأفعالنا وأقوالنا، فلو علم الله تعالى الصدق في نيتنا وفقنا لما نرجوه بإذنه، ولنعلم أن الخشوع أمر عظيم ولا يتأتى إلا لمن وفقه الله عز وجل لذلك وما علينا نحن سوى السعي لتحقيق هذا الامر في كل عباداتنا ونسأل الله تعالى العون على ذلك ولنذكر دوماً دعاء رسولنا الكريم محمد صلى الله علية وسلم اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع) اللهم اجعلنا من عبادك المؤمنين الخاشعين وتقبل منا واهدنا لصالح الاعمال والاخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنها سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت سبحانك لا شريك لك، وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ووفقنا لما تحبه وترضاه واجعل آخر كلامنا في الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله وتوفنا وأنت عنا راض برحمتك يا ارحم الراحمين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات وأقر عينا نبينا محمد صلى الله علية وسلم بي وبأمته وأوردنا حوضه وأسقنا من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبدا، اللهم وارزقنا صحبته في الفردوس الأعلى ولا تحرمنا من صحبته في الآخرة كما حرمن ا منها في الدنيا يا أرحم الراحمين يا ملاذ المستغيثين يا كريم يا الله. وقل رب زدني علما وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام عى سيد الأولين والآخرين سيدنا وقدوتنا وحبيبنا وشفيعنا محمد صلى الله علية وسلم وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته وتبعه باحسان الى يوم الدين.
المراجع:
القرآن الكريم
الاحاديث القدسية
رياض الصالحين
33 سببا للخشوع في الصلاة، تأليف محمد صالح المنجد
خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله
محاضرات لعدد من المشايخ الأفاضل على المحطات التفزيونية
اعداد
الفقيرة لرحمة الله ومغفرته
سمر الأرناؤوط عبد الغني
وقال الرسول صلى الله علية وسلم "ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة وذلك الدهر كله"
وقال صلى الله علية وسلم:"خمس صلوات افترضهن الله تعالى، من احسن وضوءهن وصلاتهن لوقتهن، واتم ركوعهن وخشوعهن كان له عهد على الله ان يغفر له، ومن لم يفعل فليس له عهد على الله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه" ومن الأحاديث الواردة عن رسولنا الكريم صلى الله علية وسلم في الطمأنينة في الصلاة: عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله علية وسلم أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته، قال يا رسول الله، كيف يسرق صلاته؟ قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها.
لا يخفى على مسلم اهمية الصلاة في حياته وهي ام العبادات واول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة. ونظراً لأهمية الصلاة فإن الله تعالى استدعى الرسول الكريم لتبليغه عنها في ليلة الاسراء والمعراج.
وفي خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله حول حادثة الاسراء قال ان الملك اذا اراد ان يخبر الشعب امراً عادياً ارسل لهم رسالة او اعلمهم عن طريق موظفيه وما شابه اما ان كان الامر خطيرا وهاما فإنه يستدعي صاحب العلاقة شخصيا ليخبره بالأمر ولله المثل الأعلى.
فنظراً لأهمية الصلاة استدعى الله تعالى رسوله الكريم صلى الله علية وسلم حتى يبلغه بها. وقد فرضت اولاً خمسين صلاة وكلنا يعلم كيف طلب سيدنا موسى عليه السلام من نبينا الكريم صلى الله علية وسلم ان يطلب من ربه التخفيف فخففت حتى اصبحت خمساً في العدد وخمسين في الأجر وهذه رحمة من الله تعالى بعباده وفضل منه.فله الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.فلنتفكر وبعضنا يستثقل اداء الفرائض الخمس فليتذكر ما فرض اولاً اي الخمسين ويحمد ربه على التخفيف في العدد فقط وليؤدي حق الله في صلاته حتى يفوز برضى الله ورحمته وحتى يكون من أمة النبي الكريم صلى الله علية وسلم،ولا نكون من أمته إلا إذا كنا من أهل القبلة، أي من المصلين.
ولما رأيت من تقصيري في الخشوع في الصلاة وإقامتها بحق أرشدني الله تعالى لكتابة هذه السطور حتى تكون تذكرة لي ولغيري من اخوتي وأخواتي من أبناء هذه الأمة راجية أن تقع في قلوبنا وتعيننا على حسن العبادة وعلى تحري الخشوع في صلواتنا حتى تصبح تامة مقبولة بإذن الله تعالى وفقنا الله جميعا لما فيه خيرنا في الدنيا والآخرة حتى ينطبق علينا
قوله تعالى (قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون) ونحشر يوم القيامة مع المؤمنين الخاشعين اللهم آمين.
وإني أخاف على نفسي وعلى المسلمين عامة في هذا العصر من النفاق وخاصة في الصلاة ولنعلم ان المنافقون على عهد رسول الله صلى الله علية وسلم كانوا يصلون مع المسلمين ولكن صلاتهم كانت نفاقاً بنفاق ونحن لا نريد، والعياذ بالله، أن نكون من المقصودين بقوله تعالى: (إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا، مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلآء ولا إلى هؤلآء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا) (سورة النساء، آية 142-143 ) ولنحرص على أن تكون صلاتنا بعيدة كل البعد عن النفاق ونجعلها عبادة بحق لا عادة يومية فقط، ولنسأل الله تعالى ان يعيننا على الصدق بالقول والعمل وأن نخلص النية بتحري الخشوع وما التوفيق إلا من عند الله العزيز الحكيم. وما هذه السطور إلا بهدف النصح الخالص لوجه الله تعالى فإن أصبت فمن الله عز وجل وإن أخطأت فمن الشيطان ومن نفسي فالله أسأل المغفرة وأسأله أن يعيننا على حسن عبادته وتقواه إنه ولي ذلك والقادر عليه وما توفيقنا إلا بالله العزيز القدير.
كم منا تشغله الحياة الدنيا عن تأدية عباداته حق تأديتها، فترى الواحد منا يقف بين يدي ربه عز وجل وهو يفكر في صفقة لم تتم او ولد غائب او الم في الجسم او دعوة سنلبيها او غذاء عمل او هاتف يرن او خلاف مع احدهم او ينظر في ساعته او يتابع زخارف السقف او السجاد او يصلح هندامه او غيره من مشاغل الدنيا والحياة اليومية هذا مع العلم ان كلاً منا وهو يتحدث مع رئيسه في العمل او وزير او حاكم او حتى يتابع برنامجاً هاماً على التلفزيون ترانا كلنا آذان صاغية وننتقي عباراتنا بتؤدة ونتابع ردة فعل المتلقي لما نقوله ونتحيل الأساليب حتى نسترعي انتباه الشخص المخاطب حتى نترك عنده افضل انطباع عن شخصيتنا. هذا الجهد كله نبذله مع خلق الله ولكن عندما نقف بين يدي خالق الخلق ملك الملوك ترانا ننقر الصلاة كنقر الديك او نردد الآيات لا ندري ماذا قرأنا ولا نعلم أصلينا ثلاث او اربع ركعات، وهل سجدنا مرة او مرتين وهل قرأنا الفاتحة، وهل وهل؟؟
والعيب كله اننا وبكل بساطة لا ندري بين يدي من نقف؟
ولا نستشعر عظمة الخالق الذي نصلي له ونسأله، مع العلم اننا في حالة الضر أو المرض او الحزن ترى الواحد منا مكسور الجناح ذليلاً وهو يسأل ربه ان يشفيه او يرحم ميته او يغفر زلته وقد ينطبق علينا في بعض الأحيان قوله تعالى: (واذا مس الانسان ضر دعانا اليه...) فهلا وقفنا مع انفسنا قليلاً لنستعرض ونستذكر اهمية الصلاة ومعناها الحقيقي حتى تصح صلاتنا ونؤديها بحق لنكون من المقيمي الصلاة فعلاً ونأخذ بها الاجر العظيم لأن ليس للمرء من صلاته إلا ما وعى. كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما: "ليس لك من صلاتك الا ما عقلت منها" فكم لنا من صلاتنا يا ترى؟؟؟
وإقامة الصلاة تعني انه ليس بها اعوجاج من أقام الشيء أي عدله. والخشوع لغة تعني استحضار القلب بالفعل، وفي الصلاة تعني أن نستشعر موقفنا بين يدي الله ونستشعر الآيات التي نتلوها بين يديه ونتفكر فيها وفي كل الأقوال والأفعال التي تتكون منها الصلاة. ولعل من أهم ما يجب التفكر به عند القيام لأداء الصلاة والتي تضمن الخشوع فيها بإذن الله هو التفكر في الموت والتفكر بأن هذه الصلاة التي نحن فيها قد تكونآخر صلاة لنا في حياتنا، فإذا استشعرنا هذا الامر لنتخيل كم سنخشع فيها وكم سنتدبر وكم سندعو ربنا بقلب مطمئن وجل راجين المفغرة والرحمة واللطف بنا.
وقد جاء في وصية الرسول صلى الله علية وسلم لأبي أيوب رضي الله عنه:"إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع" يعني صلاة من يظن أنه لن يصلي غيرها. أعاننا الله تعالى جميعاً لتحري هذا المعنى في كل صلواتنا إنه على كل شيء قدير.
تحدثت كتب السيرة على صاحبها افضل الصلاة والسلام عن صلاة المصطفى صلى الله علية وسلم وكيف كان يطيل القيام حتى تتشقق قدماه بأبي هو وأمي وهو الذي غفر الله له ما تقدم وما تأخر وكان يأبى إلا ان يكون عبداً شكوراً.ولنا في سلفنا الصالح القدوة الحسنة.
قال عبد الله بن مسعود: أصلي وكأنما ملك الموت آت من وراء ظهري والجنة عن يميني وكأن النار عن شمالي وكأن الصراط منصوب تحت قدمي وكأن عرش الرحمن من أمامي فإذا فرغت من الصلاة لم أدري أمقبولة صلاتي ام لا.
وكان زين العابدين بن علي رضي الله عنه يصفر لونه إذا قام للصلاة فلما سئل لماذا؟
قال: أتدرون بين يدي من أقف؟؟؟
وكان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى اذا دخل في الصلاة ترتعد اعضاؤه حتى يميل يمنة ويسرة .
وقال حاتم رحمه الله:" اقوم بالامر، وامشي بالخشية، وادخل بالنية، واكبر بالعظمة، وأقرأ بالترتيل والتفكير، واركع بالخشوع، واسجد بالتواضع، واجلس للتشهد بالتمام، واسلم بالنية، واختمها بالاخلاص لله عز وجل وارجع على نفسي بالخوف أخاف ان لا يقبل مني واحفظه بالجهد الى الموت".
هذه نبذة من صلاة السلف الصالح فأين نحن من هذه القدوة وهل صلاتنا تشبه صلاتهم من قريب او بعيد؟
ام هل أصبحت صلاتنا مجرد عادة اعتدنا القيام بها فلا يتجاوز ما نقرأه فيها الحناجر؟
وهل شغلتنا الحياة الدنيا وما فيها عن حسن العبادة؟
وقد رحمنا الله تعالى بحرف في آية في سورة من القرآن رحمة لا يعلمها إلا هو سبحانه فقد قال عبد الله ابن عباس : الحمد لله الذي أنقذنا بحرف عن حرف، قال فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ولم يقل الذين هم في صلاتهم ساهون فمن منا لا يسهو في صلاته .
فالسهو في الصلاة وارد ولذا علمنا الرسول الكريم كيف نسجد سجود السهو في الصلاة فتذكروا يرحمكم الله هذا المعنى في صلاتكم.
فمن أراد منا ان يكلم الله تعالى فعليه بالصلاة ومن أراد أن يكلمه الله تعالى فعليه بالقرآن. والعظمة في هذه الصلاة أن الذي يؤديها له حرية اختيار موعد لقاء ربه وقد قيل:
حَسبُ نفسي عِزّاً بأَنيّ َعبدُ يحتفيه بلا مواعيدَ رَبُّ
فسبحان الله رب العالمين الذي وسعت رحمته كل شيء، أنا العبد الفقير الذي لا حول لي ولا قوة أحدد واختار متى ألتقي خالق الخلق ملك الملوك رب السموات والارض؟
فيا لعظمة هذا الخالق العظيم ويا لسخف العباد الذين يتطاولون على ربهم بأن لا يقابلوا سائلاً ويمنعوا خلق الله من الوصول اليهم إلا بعد ألف والف جهد ومئات الوسائط والمعارف والمحاولات.
وكم نجتهد لنطلب إذن بمقابلة رئيسنا في العمل أو وزير وهيهات ان يتاح لنا مقابلة الحاكم او ولي الأمر او عالم دين أو حتى أي انسان عادي له بعض المنزلة في عمله ولنفرض جدلاً ان طلب مقابلة أي من الذين تقدموا كانت ممكنة فهل لنا ان نختار نحن متى ينتهي اللقاء أم يكون الموعد محدداً ببضع دقائق فقط ثم يطلب منا الانصراف لأن هذا الشخص او ذاك لديه ارتباطات أخرى فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
لنستعرض معاً الآن مراحل الصلاة ونتمعن في كل منها علنا نعود القلب على حسن الخشوع والتدبر عند أداء الصلوات حتى تكون تامة بإذن الله تعالى .
ولنبدأ بالأذان والدعوة الى الصلاة وتكبيرة الاحرام.
ماذا يعني نداء المؤذن او تكبيرنا نحن بـ (الله اكبر) الله اكبر تعني ان الله تعالى اكبر من اي شيء نفعله، اكبر من رسالة اكتبها او كتاب أقرأه او صفقة أعقدها او تجارة اديرها او برنامج اتابعه او صناعة اقوم بها والله أكبر من كل شيء ومن اي شيء وأكبر من كل قول او فعل وكان أحد الصحابة وكان حداداً يرمي مطرقته من خلف ظهره اذا سمع المؤذن وهو يهم بان يهوي بها على سندانه، فهل نستشعر عظمة هذه الكلمة (الله أكبر) بهذه الكلمة كان الفاتحون المسلمين يفتحون البلاد في شرق الأرض وغربها، والله أكبر دعوة للتفكر بهذا المعنى العظيم وما ينطوي عليه من عظم الله وعظم قدرته ورحمته ومغفرته وعقابه وجلاله.
واذا كانت الآية في سورة الجمعة واضحة بقوله (يا ايها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) وقد أمرنا عز وجل بترك البيع وهو أحب الى النفس من الشراء لأن فيه كسب لنا فقد نشتري ما نحتاجه وما لا نحتاجه اما في البيع فنحن بحاجة له لنكسب رزقنا فإذا كان الامر بترك المهم فمن باب أولى ان نطبقه بما هو أدنى من ذلك من أمور الدنيا ومشاغلها.
ومما يساعدنا في التحضير للصلاة هو الوضوء قبيل دخول وقت الصلاة او بعد الأذان مباشرة حتى نستعد للصلاة. وكما علمنا رسولنا الكريم صلى الله علية وسلم، فعلينا ان نردد خلف المؤذن فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فانه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فانها منزلة في الجنة لا تنبغي الا لعبد من عباد الله وارجو ان اكون انا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة. رواه مسلم وهكذا تبدأ بهذه المكرمة من الله تعالى بأن تحل عليك شفاعة الرسول الكريم صلى الله علية وسلم في موقف نحن بأمس الحاجة لهذه الشفاعة.وبالوضوء ايضاً تخرج الخطايا لقوله صلى الله علية وسلم من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده كما تخرج من تحت أظفاره،رواه مسلم. وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله علية وسلم قال : "ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ
او يسبغ الوضوء ثم قال أشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمداً عبده ورسوله إلا فتحت له ابواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء" رواه مسلم.
فيا لهذا الاجر العظيم ويا لكرم الله تعالى الذي يجازي هذا الجزاء الكريم بمجرد وضوء أحدنا وقبل أن يبدأ حتى بصلاته. ولا ننسى أن الوقت بين الأذان والإقامة من مواطن استجابة الدعاء فلنغتنم هذا الوقت
للدعاء بما شاء الله لنا وللمسلمين عامة عساها تكون ساعة استجابة. وبمجرد ان ننهي تكبيرة الاحرام دخلنا في حضرة الخالق العظيم، ملك الملوك، رب الأرباب ومما يعين على الخشوع النظر في موضع السجود فاذا دخلنا في الصلاة حرم علينا كل شيء، الكلام والحركة والاكل وغيره وكأنما اجتمعت في فريضة الصلاة اركان الاسلام الخمسة. كيف؟ اما الشهادة فنرددها في تكبيرة الاحرام والصلاة هي كل الحركات التي نقوم بها من تكبير وتلاوة وركوع وسجود وتشهد وتسليم والزكاة تتحق ايضا بالصلاة لأن الزكاة ان تعطي من مالك لمستحقيها ونحن عندما نصلي نتصدق بجزء من وقتنا الذي فيه يمكننا ان نكسب رزقنا فهو اذن بطريق غير مباشر زكاة بالوقت والمال. والصوم ايضاً لأننا متى ما دخلنا بالصلاة حرم علينا الطعام والشراب وكل ما يحرم على الصائم ومحجة الانبياء والرسل مذ خلق الله الارض ومن عليها
فهل سبق ان خطرت هذه الامور ببالنا عند صلاتنا يا ترى؟
ونبدأ الصلاة بدعاء الاستفتاح كما ورد عن النبي الكريم صلى الله علية وسلم وادعية الاستفتاح كثيرة منها:
"اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الابيض
من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد" ومنها:" وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا مسلما وما انا من المشركين، ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين وبذلك امرت وانا اول المسلمين" ومنها:"سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك" ولنا ان نعدد من الادعية كلما اعتاد اللسان والقلب على دعاء ما حتى لا يكون ترديد الدعاء عادة وحتى نعي ما نقوله دائما فيبقى القلب حاضرا في الدعاء.
ثم نبدأ بفاتحة الكتاب التي لا تصح الصلاة بدونها ونستشعر عظمة هذه السورة التي قال فيها تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فاذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين قال الله عز وجل: حمدني عبدي،
واذا قال: الرحمن الرحيم قال الله عز وجل: أثنى علي عبدي، واذا قال : مالك يوم الدين، قال عز وجل: مجدني عبدي، وقال مرة فوض الي عبدي، فاذا قال: اياك نعبد واياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلين، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل.
سبحانك اللهم على نعمك ورحمتك بعبادك.. ما أعظم نعم الله علينا نحن أمة الاسلام واتباع سيدنا محمد صلى الله علية وسلم . فكم منا من يذكر هذا الحديث عند قراءة الفاتحة في كل صلاة؟ وكم منا يتلوها وكأنه يخاطب ربه وكأنه يسمع الرد من رب العزة عليه؟ وتذكر كم مرة نقرأ فيها الفاتحة في كل صلاة واستشعر في كل مرة هذا الحديث يبن العبد وربه واستشعر قوله تعالى هذا لعبدي ولعبدي ما سأل. ما أعظم هذه العبادة وما أعظمك ربنا بهذه النعم التي انعمتها علينا!! فلك الحمد كله ولك الشكر كله.
ثم نقرأ ما تيسر لنا مما نحفظه من كتاب الله من آيات بينات ولا نحدد قراءتنا بالسور القصيرة التي نحفظها منذ طفولتنا لأنها اقصر وهكذا تنتهي الصلاة بوقت أسرع، انما نجتهد في حفظ بعض الآيات من القرآن ونخصص وقتاً لحفظها اسبوعيا او يوميا ثم نرددها في الصلاة حتى نتمكن منها جيداً وهكذا لا نعود اللسان على آيات دون أخرى فلا يعود يخشع القلب لأنها تمر على اللسان بسرعة دون ادراك المعاني او التدبر في الآيات فقد كان الرسول صلى الله علية وسلم اذا قرأ ومر بآية رحمة سأل الله تعالى الرحمة وان مر بآية عذاب استغفر الله تعالى واذا مر بآية حمد حمده تعالى وهكذا حتى نعين انفسنا على الخشوع علينا ان نتدبر ما نتلوه من آيات القرآن الكريم فيرق القلب وتخشع الجوارح وتدمع العيون وبهذا يحصل الخشوع ان شاء الله تعالى.
ثم نكبر ونركع، والركوع فيه اقرار بعظمة الخالق الذي نقف بين يديه ودليل خضوعنا له طائعين مختارين لأننا نعلم علم اليقين أنه الله ربنا وخالقنا ولا معبود سواه فنقول سبحان ربي العظيم ثلاثاً ونشعر معها بعظمة الله الذي نسبحه فهو العظيم ليس كمثله شيء والعظيم اسم من أسماء الله الحسنى. وقد كان الرسول صلى الله علية وسلم يدعو في ركوعه ومما كان يدعو به: "اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت أنت ربي خشع لك سمعي وبصري ولحمي وعظمي ودمي وبشري" ولو تدبرنا هذا الدعاء لعلمنا بين يدي من نركع ولاستشعرنا عظمة الخالق الذي نقف بين يديه ونركع له على هذا النحو. ومما كان يقوله صلى الله علية وسلم ايضاً في الركوع: "سبوح قدوس رب الملائكة والروح" والادعية في الركوع والسجود والاستفتاح كثيرة ويمكن الرجوع الى كتب الاذكار للإستزادة منها.
ثم نقوم من الركوع وعندما يقول الامام سمع الله لمن حمد، وهو دعاء يطلب من المولى عز وجل ان يسمع دعاء الحامدين له على نعمه فنردد: ربنا لك الحمد حمدا كثيرا طيبا، مباركا فيه حمدا ملء السموات والارض وما بينهما وملء ما شئت أهل المجد والثناء لا اله إلا انت. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله علية وسلم حدثهم أن عبداً من عباد الله قال: "يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، فعضلت بالملكين فلم يدريا كيف يكتبانها فصعدا الى السماء وقالا: يا ربنا إن عبدك قال مقالة لا ندري كيف نكتبها؟ قال الله عز وجل وهو أعلم بما قال عبده: ماذا قال عبدي؟ قالا: يا رب إنه قال با رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، فقال الله عز وجل لهما: اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه به" فلنقل كما قال العبد: ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. فهل نعي فعلاً معنى الحمد كما ينبغي لجلال وجه الله تعالى وعظمة سلطانه الذي لا يعلم قدره إلا الله تعالى ثم نشعر بأن الله تعالى سيسمع هذا الحمد كله ويثيبنا عليه بهذا القدر او بما يشاء سبحانه فهو الكريم يضاعف لمن يشاء بقدر ما يشاء تقدست أسماؤه وصفاته..
ثم نخر ساجدين لله تعالى طائعين مختارين سجود عبادة وتذلل وتضرع للخالق العظيم، رب الارباب ومسبب الاسباب فنقول سبحان ربي الاعلى ثلاثاً لأنه هو العلي والاعلى في كل شيء وهو الاحد الذي لاينبغي السجود إلا له سبحانه وتعالى علواً كبيرا، وهو الاعلى من الانسان ومنصبه ومن الدنيا وما فيها من مشاغل وملذات وفتن وزينة ومن كل الخلق مهما علا شأنهم ولا أحد أعلى من الله تعالى ربنا ورب كل شيء سبحانه. ولنتذكر في هذا الموقف أنه كلما تذلل العبد لربه كلما كان أقرب له تعالى كما قال صلى الله علية وسلم: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء) وان يضع الانسان اشرف ما خلقه الله فيه وهو وجهه على الارض لهو منتهى العبودية لله وما احلاها من عبودية، فالعبودية للبشر ذل وصغار والعبودية لله رفعة وعزة فسبحان الله العلي العظيم. ولنتذكر كيف أن احدنا يضيق صدره وينزعج ان تحط ذبابة على وجهه او يغطي وجهه بعض الغبار او التراب خلال سفر او عمل فكم يضيق الصدر ان حاول احدهم ان يمس وجهنا وكم هي مهينة ان يضرب المرء على وجهه فيشعر بالعار والذل ومع هذا ترانا نضع جباهنا ووجوهنا على الارض ساجدين لله داعين له طالبين منه المغفرة والرحمة ونستشعر اننا من هذه الارض التي نسجد عايها وما نحن الا من تراب واليه سنعود ونعرف حقيقتنا بعد ان تكون الدنيا ومفاتنها قد اوهمتنا بعظم شأننا وأنستنا اننا ما خلقنا الا من مني يمنى، من ماء دافق، من سلالة من طين... في هذ اللحظة ونحن ساجدين تمر علينا كل هذه الخواطر فنشعر بعظمة الله وضعفنا وبعزة الله وذلنا وبقوة الله وقلة حيلتنا..
وندعو ما شاء الله لنا في هذا الموقف الجليل بين يدي رب العالمين الرحمن الرحيم العلي العظيم والدعاء هو العبادة والعبد مأمور به لقوله تعالى :"وادعوا ربكم تضرعا وخفية" ومما كان يدعو به الرسول الكريم صلى الله علية وسلم: "اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله،واوله وآخره، وعلانيته وسره" وكذلك:"اللهم اغفر لي ما اسررت وما اعلنت " اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك اسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله احسن الخالقين، سبوح قدوس رب الملائكة والروح.
ولا ننسى في ركوعنا وسجودنا اذا كانت بخشوع قوله صلى الله علية وسلم:" إن العبد إذا قام يصلي أتي بذنوبه كلها فوضعت على رأسه وعاتقيه فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه" فلنعمل جاهدين على أن تتساقط عنا كل الذنوب ان شاء الله باطالة وكثرة الركوع والسجود لله رب العالمين في الفرائض والنوافل. وما اجمل ان يتقرب العبد من ربه بالنوافل ويشعر بأنه يقف بين يدي ربه تحيطه رحمة الله تعالى وتحتضنه محبة الله لعباده المتقين.
ومن عجائب السجود ان الدراسات الحديثة اثبتت ان وضع الانسان جبهته على الارض تخفف من الضغط النفسي وفيما يلي آخر المعلومات حول هذا الامر: من عجائب وضع السجود على الجسدإذا كنت تعاني من الإرهاق أو التوتر أو الصداع الدائم أو العصبية، وإذا كنت تخشى من الإصابة بالأورام فعليك بالسجود فهو يخلصك من أمراضك العصبية والنفسية هذا ما توصلت إليه أحدث دراسة علمية أجراها د. محمد ضياء الدين حامد أستاذ العلوم البيولوجية ورئيس قسم تشعيع الأغذية بمركز تكنولوجيا الإشعاع .
معروف أن الإنسان يتعرض لجرعات زائدة من الإشعاع ويعيش في معظم الأحوال وسط مجالات كهرومغناطيسية الأمر الذي يؤثر على الخلايا ويزيد من طاقته ولذلك كما يقول د. ضياء فإن السجود يخلصه من الشحنات الزائدة التي تسبب العديد من الأمراض التخاطب بين الخلايا :-
هو نوع من التفاعل بين الخلايا وهي تساعد الإنسان على الإحساس بالمحيط الخارجي والتفاعل معه وأي زيادة في
الشحنات الكهرومغناطيسية التي يكتسبها الجسم تسبب تشويشاً في لغة الخلايا وتفسد عملها مما يصيب الإنسان بما يعرف بأمراض العصر مثل الشعور بالصداع والتقلصات العضلية والتهابات العنق والتعب والإرهاق إلى جانب النسيان والشرود الذهني ويتفاقم الأمر إذا زادت كمية هذه الموجات دون تفريغها فتسبب أوراماً سرطانية ويمكنها تشويه الأجنة لذلك وجب التخلص من هذه الشحنات وتفريغها خارج الجسم بعيداً عن استخدام الأدوية والمسكنات وآثارها الجانبية الحل ..؟؟؟
لا بد من وصلة أرضية لتفريغ الشحنات الزائدة والمتوالدة بها وذلك عن طريق السجود للواحد الأحد كما امرنا حيث تبدأ عملية التفريغ بوصل الجبهة بالأرض ففي السجود تنتقل الشحنات الموجبة من جسم الإنسان إلى الأرض السالبة الشحنة وبالتالي تتم عملية التفريغ خاصة عند السجود على السبعة الأعضاء ( الجبهة والأنف والكفان والركبتان والقدمان) وبالتالي هناك سهولة في عملية التفريغ تبين من خلال الدراسات أنه لكي تتم عملية التفريغ للشحنات لابد من الاتجاه نحو مكة في السجود وهو ما نفعله في صلاتنا ( القبلة ) لأن مكة هي مركز اليابسة في العالم وأوضحت الدراسات أن الاتجاه إلى مكة في السجود هو أفضل الأوضاع لتفريغ الشحنات بفعل الاتجاه إلى مركز الأرض الأمر الذي يخلص الإنسان من همومه ليشعر بعدها بالراحة النفسية .
وهكذا نرى عظمة السجود لله وما يحتويه من منفعة عامة للجسد والقلب الذي يستشعر بوجوده بين يدي خالقه سبحانه وتعالى وهذه المنفعة هي لنا في الدنيا للجسد وراحة القلب والاطمئنان النفسي (كما كان الرسول صلى الله علية وسلم يقول عندما يحين وقت الصلاة: أرحنا بها يا بلال) ولم يقل ارحنا منها!! وقال صلى الله علية وسلم " جعلت قرة عيني في الصلاة" وهي منفعة لنا في الآخرة لأنها اول ما نسأل عنه يوم القيامة. نسأل االله سبحانه وتعالى ان يتقبل منا جميعاً صلاتنا ودعاءنا وصالح أعمالنا.
وبين السجدتين ندعو كما علمنا رسولنا صلى الله علية وسلم (االهم اغفر لي ثلاثاً) او يقول:
" اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني واهدني وعافني وارزقني" وعند التشهد نبدأ بالتحيات ولنتذكر حينها ان هذه كانت تحية المصطفى صلى الله علية وسلم يوم عرج به الى السماء
(التحيات المباركات والصلوات الطيبات لله) وردت الملائكة: (السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته) ثم قالت: (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين) ثم نصلي على الرسول الكريم محمد صلى الله علية وسلم كما علمنا، فقال: "قولوا اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد" ولنستشعر اننا بهذه الصلاة يصلي الله تعالى علينا عشرا فكما قال الصادق صلى الله علية وسلم من صلى علي صلاة صلى الله به عليها عشرا والصلاة من الله على العباد رحمته فمن منا لا يرجو هذه الرحمة العظيمة؟
ثم ندعو: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، ربنا لا تزغ قلوبنا نعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب) ما أجمل هذا الدعاء الذي هو من القرآن الكريم وما اجمل من هذا الدعاء الذي يأتي في ختام هذه العبادة العظيمة التي كلها رحمة ومغفرة وخضوع لرب الناس وخالقهم سبحانه وتعالى عدد خلقه ورضى نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته. ومن المأثور عن رسولنا صلى الله علية وسلم انه كان لا يسلم قبل أن يستعيذ بالله من اربع: اللهم اني اعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات وشر المسيح الدجال. وقد علم صلى الله علية وسلم سيدنا ابو بكر رضي الله عنه ان يقول:" اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم". ثم يسلم السلام عليكم ورحمة الله يمينا على ملائكة اليمين ويساراً على ملائكة الشمال.
وما أعظمها من نهاية لهذه العبادة التي بدأت بالتكبير وحرمت ما حرم الله وانتهت بالسلام حتى نكون باذن الله من السالمين الغانمين في الدنيا والآخرة.
وبعد التسليم يستحب الدعاء بما شاء المرء منا من خيري الدنيا والآخرة والتسبيح ثلاثا وثلاثين والتحميد ثلاثا ةثلاثين والتهليل اربعا وثلاثين، كما يستحب ان تقرأ آية الكرسي دبر كل صلاة والمعوذات لنتقي بها شياطين الانس والجن.
كما يستحب ان ندعو للمسلمين عامة وندعو لأموات المسلمين ولا ننسى من ان نبدأ الدعاء بحمد الله والصلاة على رسوله صلى الله علية وسلم وننهي الدعاء بالحمد لله والصلاة على رسوله صلى الله علية وسلم.
دفع الموانع التي تصرف عن الخشوع في الصلاة هناك أمور كثيرة تعيننا على تحري الخشوع في الصلاة غير الذي سبق وهي دفع الموانع التي قد تصرفنا عن الخشوع في صلاتنا، وأذكر منها:
إزالة ما يشغل المصلي من مكان الصلاة كالصور والضوضاء وكل ما يشغل البصر والصلاة في الحر الشديد
او البرد الشديد حتى لاينشغل فكر المصلي بهذه الامور.
ان لا يصلي المصلي في ثوب فيه نقوش او رسوم او كتابات .
ان لا يصلي وبحضرته طعام يشتهيه لقوله صلى الله علية وسلم: لا صلاة بحضرة طعام.
ان لا يصلي وهو حاقن للبول او الغائط، لقوله صلى الله علية وسلم: "لا صلاة بحضرة طعام ولا هو يدافعه الاخبثان"
ان لا يصلي وقد غلبه النعاس، لقوله صلى الله علية وسلم:" إذا نعس أحدكم فلينم حتى يعلم ما يقول"
أن لا يصلي خلف المتحدث او النائم لأن المتحدث يلهي بحديثه والنائم قد يبدو منه ما يلهي، لقوله صلى الله علية وسلم:
"لا تصلوا خلف النائم ولا المتحدث"
عدم التشويش بالقراءة على الآخرين، لقوله صلى الله علية وسلم:" ألا إن كلكم مناج ربه، فلا يؤذين بعضكم بعضا
ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة"
ترك الالتفات في الصلاة ويشمل التفات البصر والتفات القلب، لقوله صلى الله علية وسلم في حديث أبي ذر رضي
الله عنه :" لا يزال الله عز وجل مقبلا على العبد وهو في صلاته ما لم يلتفت فإذا التفت انصرف عنه"
عدم رفع البصر الى السماء، لقولهصلى الله علية وسلم :" إذا كان أحدكم في الصلاة فلا يرفع بصره الى السماء
ان يلتمع بصره"
عدم الاختصار في الصلاة، والاختصار هو وضع اليدين على الخصر وكان الرسول صلى الله علية وسلم ينهى عنه.
مجاهدة التثاؤب في الصلاة، لقوله صلى الله علية وسلم :" إذا تثاءب احدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع
فإن الشيطان يدخل"
وختاما أذكر نفسي وإياكم جميعا بتقوى الله عز وجل وبإخلاص النية لله تعالى في كل أمورنا وأفعالنا وأقوالنا، فلو علم الله تعالى الصدق في نيتنا وفقنا لما نرجوه بإذنه، ولنعلم أن الخشوع أمر عظيم ولا يتأتى إلا لمن وفقه الله عز وجل لذلك وما علينا نحن سوى السعي لتحقيق هذا الامر في كل عباداتنا ونسأل الله تعالى العون على ذلك ولنذكر دوماً دعاء رسولنا الكريم محمد صلى الله علية وسلم اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع) اللهم اجعلنا من عبادك المؤمنين الخاشعين وتقبل منا واهدنا لصالح الاعمال والاخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنها سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت سبحانك لا شريك لك، وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ووفقنا لما تحبه وترضاه واجعل آخر كلامنا في الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله وتوفنا وأنت عنا راض برحمتك يا ارحم الراحمين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات وأقر عينا نبينا محمد صلى الله علية وسلم بي وبأمته وأوردنا حوضه وأسقنا من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبدا، اللهم وارزقنا صحبته في الفردوس الأعلى ولا تحرمنا من صحبته في الآخرة كما حرمن ا منها في الدنيا يا أرحم الراحمين يا ملاذ المستغيثين يا كريم يا الله. وقل رب زدني علما وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام عى سيد الأولين والآخرين سيدنا وقدوتنا وحبيبنا وشفيعنا محمد صلى الله علية وسلم وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته وتبعه باحسان الى يوم الدين.
المراجع:
القرآن الكريم
الاحاديث القدسية
رياض الصالحين
33 سببا للخشوع في الصلاة، تأليف محمد صالح المنجد
خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله
محاضرات لعدد من المشايخ الأفاضل على المحطات التفزيونية
اعداد
الفقيرة لرحمة الله ومغفرته
سمر الأرناؤوط عبد الغني